حائر.. أنا شاب جامعي انجذبت من دون إرادة ولامقدمات نحو زميلة لي، ذات جمال باهر، وروح مرحة، لاتفارق الابتسامة شفتيها. تبادلنا أطراف الحديث وتعارفنا، ومرت الأيام وهي تحمل المزيد من الحب والتفاهم بيننا، ولكن رغم ذلك يسيطر علي هاجس غريب لا أستطيع التخلص منه، وهو أنني أشك في إخلاصها، وهذا الإحساس يكبر باستمرار، وكلما حاولت التخلص منه، أجده يكبلني أكثر فأكثر، والشيء الذي جعلني كذلك، هو تهربها من الإجابة عند سؤالي عن ماضيها، ورغم أنها في مقتبل العمر، ولكنني أريد معرفة كل شيء عنها، لأنني أريدها شريكة لحياتي، ويهمني أن أسلم روحي إلى إنسانة ليس لها في الدنيا غيري، كما لا تريد أن أكون لغيرها.
أرجوكم ارشدوني إلى طريق للخلاص من الدوامة، فأنا لا أقدر الابتعاد عنها، كما لا أرغب في التقرب منها..
عزيزي الحائر.. لا شك أن سوء الظن بالآخرين، يدخل الإنسان في دوامة تسلبه الاستقرار والقدرة على تشخيص الأمور بشكل صحيح، مما قد يدفعه إلى اتخاذ قرارات يندم عليها بعد ذلك.
بالطبع يحق لك السؤال، ولكن يفترض أن تراعي في ذلك خصوصية الفتاة التي لن تبوح بها حياء، لإنسان لايزال غريبا عنها، وهذه صفة مطلوبة يجب أن تثير الإعجاب في نفس الشاب وليس الشك، الذي كما تقول "يكبلك"، ولن تستطيع الخلاص منه حتى لو قطعت علاقتك معها، لأن التفكير بهذا الشكل سيتكرر مع ثانية وثالثة، وكم من شاب راح ضحية شكوكه، لميسي وحيدا أعزبا بعد أن فاتته سنين الشباب، وهو لازال يتصفح وجوه الفتيات عله يعثر على من يثق بها.
ليكن شعارك في الحياة: طهارة الجميع ونزاهتهم، حتى يثبت العكس، وإثبات ذلك لايعني نبش الأمور والتفتيش فيها عن النقاط السوداء. كما لايعني في الوقت نفسه إغماض العين عما ينكشف أمامك، من أمور لاترغبها في شريكة حياته، فإذا استطعت معالجتها فهذا هو المطلوب، وإلا عليك إعادة التفكير في هذه العلاقة التي قد لا تثمر سعادة وهناء، وإن استمرت لسنوات.