حائرة.. ككل أيامي، وأنا اتصفح المواقع الترفيهية عسى ان اجد ما ينسيني همومي, فاذا بي أجد هذا الموقع الرائع والذي تطرح فيه المشاكل وحلولها في آن واحد. وهذا شجعني على أن أعرض مشكلتي عسى ان تغطيني خيمتكم وتمنع عني أمطار هواجسي الغزيرة ولكم مني أسمى احترام وارفع تقدير.
أدعى غيثة, أغاثني الله بزوج لطالما تمنيته ككل الفتيات الحالمات بفرسانهن، بعدما ذقت انواع الظلم والحرمان من أب ظالم لأبنائه وفلذة كبده.. حاولت أن انتحر مرتين، مرة كان عمري 12 سنة ولم اوفق ومرة كان عمري 17 سنة، هذه الأخيرة عانيت منها الكثير، لكني والحمد لله، بل خرجت بتوبة ورجوع إلى الله عز وجل، ورجعت إلى طريق الإسلام بالصلاة والصوم والتضرع إلى الله تعالى، كما صرت متدينة، واتبعت طريق البر بالوالدين، رغم إني ابنة أب جحود به كل صفاة الظالم.
طلبت من الله أن يعوضني بأب خير منه يتمثل في زوج متدين ومخلص ومحب.. صحيح أن لا أحد يختار أباه لكننا نحن النسوة لنا حق اختيار الزوج، وهذه نعمة منه تعالى نشكره عليها, استجاب الله دعائي وارسل لي شابا وسيما خلته سيكون أحسن من أبي. تتبعت خطوات الاسلام وتزوجته دون ان أمارس معه ما حرم الله, كما يفعل البعض رغم معرفتهم بالدين، تم كل شيء على ما يرام الى يوم الخلوة، لاكتشف صاعقة حطمت كياني, زوجي يعاني من عجز جنسي، سكت وسترته عسى بستري ذاك ان يمنحه الله فرصة أخرى، انتظرته سنة كاملة، كان يومي مؤجلا بسنة! لكن زوجي انتقل من عجز إلى برود، ورغم ذلك خرجت بطفلة جميلة.
مر على زواجنا 4 سنوات لم اذق فيها طعم الحياة الزوجية التي يحكون لي عنها. حاولت التقرب منه ليحس بالأمان ثم الطمأنينة، ليقابلني هو بطلبه لي ان أخرج إلى الشارع لألبي رغبتي الجنسية، صبرت كثيرا إلى أن خيرته بين مراجعة الطبيب أو الطلاق، وحينما علم أبي بالخبر صعق هو الأخر وطالبه بزيارة الطبيب وعدم تشريد ابنته، ولأن مصاريف الطبيب هنا باهضة فضّل زوجي الطلاق لكن بعد أن يحملني السببا، لذلك كذب مرات عدة عليّ واتهمني بالخيانة، في حين لم افكر في ذلك قط, رغم أني جميلة جدا والحمد لله، إلا أني لم أخنه أقسم على ذلك.
مازلت متزوجة به لحد الان، أخاف من تشريد ابنتي. انصحوني ارجوكم فلقد بلغ السيل الزبى.
زار زوجي الطبيب لإلحاح ابي على ذلك وقد تبين أنه سليم ومعافى، وهو يعاني فقط من نقص قليل في الهرمونات الذكرية، ويقول طبيبه أنه لايستطيع اعطاءه ادوية على ذلك لانه خلق هكذا. فماذا افعل الان هل اطلق نفسي منه ام ماذا؟
عزيزتي الحائرة.. نشكرك على شعورك تجاه خيمتك، ونرجو أن تجدين في رحابها الحل لمشكلتك، آملين أن تكون السنة الجديدة سنة خير وبركة عليك وعلى جميع القراء الكرام.
قبل كل شيء لابد من استعراض معنى البرود الجنسي كما يعرفه الأخصائيون، وهو اضطراب يؤثر على استجابة الرجل أو المرأة للإثارة، بشكل يفقد صاحبه المتعة في العملية الجنسية، ويصبح غير قادر على ممارسة الجنس بشكل كامل. وتتلخص أعراضه: عدم الاستجابة الجنسية، وتجنب الاتصال الجنسي لفترة طويلة، وندرة بلوغ النشوة.
ومن المهم جدا معرفة أن معظم الأشخاص يمارسون الجنس أقل بكثير مما يظنه الآخرون، وهذا الأمر أثبتته دراسات عديدة، والتي أكدت أن أكثر من ثلثي الرجال يمارسون الجنس أقل من مرة واحدة كل إسبوعبن.
كما تؤكد الدراسات أن الميل للجنس عند أي إنسان ليس بمستوى واحد في جميع الأوقات، فقد تمر على المرأة أو الرجل فترات تقل فيها رغبته إلى الجنس، لكنها تعود ثانية، وقد تسيطر عليه في مراحل معينة.
من هنا لايمكن تسمية هذه الحالة المؤقتة بالعجز، كما لايمكن تسميتها بالبرود، إلا إذا استمرت بشكل غير عادي، ولم تتغير مهما تغيرت الظروف والمؤثرات.
أما أسباب البرود الجنسي فهي بشكل عام نفسية، فحالة الخوف التي تصيب البعض من احتمال فشله في إشباع رغبة زوجته، خاصة في ليلة الدخلة، كثيرا ما تؤدي إلى قصور في أداءه الجنسي، وهذا بدوره يسبب له الإحباط ويقلل رغبته في الممارسة. وقد يصاب الزوج بحالة من الخجل والحرج، أو أن تصاب الزوجة بحالة من الحياء الشديد مما يمنعهما من مباشرة الجماع.
كما أن انشغال الذهن أو حزنه لأمور خارجة عن الجماع، يؤثر عليه في استحضار اتمام عملية الجماع، فإذا كان الزوج قد اعتاد على إقامة علاقات جنسية متنوعة قبل الزواج، أو مشاهدة أفلام الجنس، فإنه قد يشعر بالبرود في القفص الزوجي، طالما بقي يقارن بين زوجته والصور التي عاشها سابقا.
وهنا يأتي دور الزوجة التي تستطيع أن تجذب زوجها إليها، وتثير في نفسه الرغبة بسلوكها الودود وكلماتها الحلوة، وحركاتها الفاتنة، وتعابير الحب التي تبعث الاطمئنان والسكون في قلب الزوج.
عزيزتي الحائرة، بعد هذه المقدمة الطويلة نتسائل ما إذا كان زوجك يعاني حقا من البرود الجنسي، أم أن هناك سبب محدد وراء نفوره، وهذا السبب لم يتم الحديث عنه بينكما بصراحة كافية، والنتيجة أن كل واحد منكما بقي يعيش في عالمه الخاص، بعيدا عن الآخر.
إن زوجك قد يكون يعاني من هاجس نفسي تجاهك، وهذا الهاجس لم يستطع التخلص منه، وهو مايجعله يتهمك بالخيانة. وهذه عقبة كبيرة إذا لم يتم تجاوزها، فإن حياتكما الزوجية لن تستقيم أبدا، وستتعاظم الشكوك والظنون باستمرار، وسيستمر الفتور والنفور والبرود في علاقته بك، ولن تتمتعي أبدا بحياة زوجية هادئة.
إن العودة إلى شاطئ الأمان، ومواصلة حياتكما المشتركة بنجاح، لاتزال ممكنة إذا وجدت رغبة صادقة من كلا الطرفين في المحافظة على هذه الشراكة المقدسة والتعهد بالوفاء بشروطها، وتبديد الشكوك التي تهددها، ولكن إذا استمرت هذه الشكوك، فإن الاستمرار في الزواج قد يكون أشد ضررا عليك وعلى صغيرتك الجميلة من الطلاق، لأنها ستعايش الضياع بأشد صوره، وستكبر وتكبر في نفسها أمراض وأحقاد تدفعها لاسمح الله نحو المجهول وتعرضها للضياع.
نتمنى أن تعود المياه إلى مجاريها بينكما، وأن تواصلا حياتكما على أسس واضحة وحقيقية، بعيدا عما يقوله الآخرون، وإذا لم يتم ذلك فيجب قبل اتخاذ أي قرار أن يأتي بعد تفكير عميق، واستشارة أصحاب الرأي ممن تثقين بنزاهتهم.