حائرة.. قبل عدة سنوات تقدم لخطبتي شاب وجدته مناسبا للزواج مني، وهو متعلم ومن عائلة محترمة، والحمد لله رزقني الله منه ثلاثة أولاد، ومرت الأيام ونحن نعيش في سعادة كبيرة، ولكن قبل عدة أشهر، كنت مع زوجي وأولادي في السوق، ورأيت زوجي يتبادل النظرات مع أمرأة لا أعرفها، وعندما سألته عنها، أنكر معرفته بها، مما أثار العديد من الأسئلة في نفسي، وأصريت على معرفة طبيعة تلك النظرات الغريبة التي لم تكن تصدر من زوجي الذي يغمرني بحبه وحنانه.
وبعد إلحاحي عليه، اخبرني أنها كانت زميلته في الدراسة، وأنه أحبها وقرر الزواج منها، لكن أهله رفضوا الفكرة ووقفوا ضده، فنسي الأمر مرغما.
المشكلة أن زوجي لايكف عن ذكر حبيبته السابقة، ويحدثني باهتمام كبير عن صفاتها، وكيف أنه كان لايستطيع مفارقتها، ورغم أنني أظهر عدم اكتراثي بالامر، لكنني أتقطع من داخلي، وأشعر أنني إنسانة ثانوية في حياته. لا أدري ماذا أفعل وبأي طريقة أقنعه لكي يكف عن هذا الأمر الذي يحطم نفسيتي.
عزيزتي الحائرة.. حديث زوجك عن الفتاة، هو بالتأكيد مخالف الذوق والأصول، ولكن قبل الحكم عليه، عليك التأكد من نواياه الحقيقية، وهل أن مايقوله مجرد كلام أم أن فيه حنين للرجوع إليها.
إن الزوج لن يفصح لزوجته عن مثل هذه الأمور، لولا ثقته العالية بها، واطمئنانه للحب والروابط الروحية التي تجمع بينهما، وربما اعتقد زوجك خطأ أن الحديث عن حبيبته السابقة، لن يؤثر على علاقتكما، لأنها مجرد ذكرى من الماضي لن عود إليها أبدا حتى لو توفرت له الظروف للزواج منها.
حاولي قدر المستطاع الابتعاد عن الظنون والشكوك التي تشوش رؤيتك تجاه زوجك، وإذا كان يحب صفة في شريكة حياته، فأنت أولى أن تحققي ذلك في نفسك، وهذا ما يجعل العلاقة بينكما تتعمق أكثر فأكثر. طبعا هذا لايعني أن زوجك لم يخطئ ولكن خطأه قد يكون عفويا ومن دون قصد.