إذا كان فصل الصيف موعدا لربط علاقات عاطفية سرعان ما تنتهي بانتهاء أيام العطلة ، فهو في المقابل موعد تنتهي فيه كثير من القصص العاطفية الحقيقية إلى الفشل ، خصوصا تلك التي تجمع بين الطلاب الجامعيين والطالبات.
وراء أسوار الجامعات المغربية ثمة قصص غرامية كثيرة تدوم لسنوات ، وبما أن مصير أغلب خريجي الجامعات المغربية هو الالتحاق بعالم البطالة بعد الحصول على شهادة الإجازة ، فمصير هذه العلاقات العاطفية التي تترعرع وراء أسوار الجامعات هو الفشل ! الطلبة مساكن ما عنهم زهر حتى فالحب.
أن تفشل علاقة عاطفية بين عاشقين أمر وارد في كل القصص الغرامية ، بغض النظر عن المستوى الاجتماعي والمادي لطرفيها ، بمعنى أن الفشل ليس من نصيب الفقراء لوحدهم ، بل يشمل الجميع ، والدليل على ذلك هو أن حتى نجوم السينما العالميين الغارقين في الأموال والبارعين في أداء الأدوار الرومانسية التي تسلب عقول عشاق السينما ، أغلبهم لا يستطيع أن يستمر في علاقة عاطفية واحدة لمدة سنة كاملة ! ومع ذلك يتخذهم العشاق من الشباب والمراهقين وحتى الكبار قدوتهم المثلى في الحب!
الفشل إذن قد يكون من نصيب أي كان ، لكن المشكل هو أن العشاق لا يضعون احتمال الفشل في حسبانهم ، ربما لأن الحب أعمى ، وربما لأن حلاوة الحب ولذته هي التي تجعل المحبين غارقين في الأحلام الوردية الجميلة ، لذلك عندما يحدث الفشل يكون وقعه كزلزال عنيف على القلوب ، في هذه الحالة ليس الحب هو الأعمى ، ولكن العشاق هم العميان ، لأنهم يرسمون مستقبل حبهم على أساس حساباتهم الخاصة ، وينسون أن للأقدار بدورها حساباتها الخاصة التي يمكن أن تقلب كل الموازين في رمشة عين واحدة !
كم من قصة حب كانت في البداية كحلم جميل بطعم العسل ، وفي النهاية تتحول إلى كابوس مرعب بطعم الحنظل.
الفشل في الحب يشبه انفجار مفاعل نووي ، مخلفاته لا يمكن محوها بسهولة.
كم عاشق كان فشله في الحب وراء تدمير مستقبله الدراسي أو العملي ، وكم من عاشق كاد يفقد عقله بسبب فشله في الحب ، مثلما حدث معي أنا ذات مرة!
وكم من عاشق أصيب بأزمة قلبية لأنه لم يتقبل الفشل ، وكم من عاشق وصل به الأمر إلى حد التفكير في الانتحار . بحال هادو لهلا يسقسينا عليهم سيدي ربي في الدنيا ولا في الآخرة!
الفشل في الحب لا يعني نهاية العالم ، لكن عندما تفشل تؤمن بأن العالم قد انتهى.
ويبقى السؤال هو : لماذا لا نستطيع التحكم في مشاعرنا في مثل هذه اللحظات العاطفية الحرجة؟
فالبكاء ودموع الحزن لن تحيي قصة حب عندما تموت ، ولن تعيد إليك حبيبك عندما يقرر الرحيل ، أو عندما يقرر القدر أن يفرق بينكما ، لكن من الصعب على الإنسان أن يصبر في مثل هذه المواقف العصيبة ، فالقلب هو العضو الوحيد الذي يستحيل التحكم فيه!
النجاح والفشل في الحب صديقان لا يفترقان ، لذلك من الأفضل أن يقتنع الإنسان بهذه الحقيقة رغم مرارتها ، ويؤمن على الدوام بأنه قد ينجح وقد يفشل ، كي لا تكون عواقب الفشل إذا حدث كارثية.
فالتفاؤل الزائد عن الحد قد يتحول في نهاية المطاف إلى ... بومزوي!