قتل اثنان من عناصر الشرطة التابعة للحكومة الفلسطينية المقالة في قطاع غزة وأصيب ثلاثون فلسطينيا بجروح في اشتباكات بين شرطة الحكومة المقالة ومسلحين من عائلة حلس في حي الشجاعية شرق مدينة غزة.
وقالت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في بيان لها إن اثنين "من أبطال الشرطة والقسام استشهدا أثناء فرض النظام في الشجاعية" شرق مدينة غزة.
وقالت وزارة الداخلية في الحكومة المقالة إنها تقوم بحملة ضد العائلة بهدف ملاحقة من تصفهم بالمنفلتين وتشتبه بتورط بعضهم في التفجير الأخير في شاطئ بحر غزة. لكن عائلة حلس نفت أن يكون أي من أفرادها متورطا في هذا الانفجار.
واتهمت حركة حماس قيادات من حركة فتح بالوقوف وراء هذه الأحداث. وقال المتحدث باسم حماس سامي أبو زهري إن "ما يجري هو مشكلة بين قيادات من حركة فتح من عائلة حلس تتستر بالمشكلة وليس مشكلة بين الشرطة وعائلة حلس".
وأشار أبو زهري إلى أن الحملة تهدف إلى "اعتقال كثير من المطلوبين على خلفية الانفجار وأشخاص متهمين بتفجيرات سابقة من عائلة حلس وعائلات أخرى مختبئين لدى العائلة"، موضحا أن "الشرطة طالبت بتسليمهم لكن رفضوا ما اضطرها لهذه الخطوة".
ودعا أبو زهري الشرطة التابعة لحركته "بالاستمرار في الحملة للقضاء على هذا الوكر الذي يشكل ملجأ للمنفلتين والمطلوبين الخطيرين، لنضمن أمن واستقرار غزة". واتهم أفرادا من العائلة ينتمون لفتح باستخدام قذائف الهاون والصواريخ المحلية "ما أوقع إصابات كثيرة".
سلاح حماس
لكن القيادي في فتح عادل حلس نفى أن يكون أفراد عائلته أطلقوا صواريخ. وقال "هذا كلام غير صحيح، كيف نطلق صواريخ وبيوتنا تتعرض للصواريخ والهاون"، مؤكدا أن عائلته "دانت منذ البداية التفجير" الذي وقع على شاطئ غزة. ودعا عادل حلس الفصائل الفلسطينية إلى"التدخل".
من جهته قال القيادي في حركة فتح أحمد حلس "نعاهد شعبنا بالدفاع عن كرامتنا، ولن تستطيع حماس أن تكسر إرادة شعبنا"، واعتبر أن "سلاح حماس لم يعد طاهرا لأنهم يوجهون بالهاون والرصاص على رؤوس الأطفال والنساء".
وأفاد مراسلو وكالات الأنباء في غزة بأن الأجواء في المدينة تزداد توترا ونقلت عن شهود عيان قولهم إن الاشتباكات ما زالت مستمرة بين قوات الشرطة وعائلة حلس.
وأضاف المراسلون أن حركة الجهاد الإسلامي تقوم بجهود وساطة لوقف الاشتباكات بين شرطة الحكومة المقالة وعائلة حلس التي توصف بقربها من حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح).
إفراج متبادل
وفي هذه الأثناء قررت الحكومة الفلسطينية المقالة في غزة الإفراج عن عشرة من قيادات وكوادر حركة فتح الذين اعتقلتهم في الأيام الماضية، ومن بينهم عضو اللجنة القيادية العليا لفتح في غزة إبراهيم أبو النجا.
وحسب المعلومات المتوفرة فإنه ليس من بين المقرر الإفراج عنهم زكريا الأغا عضو اللجنة التنفيذية لفتح ومحافظ غزة محمد القدوة.
وكانت أجهزة الأمن الفلسطينية أفرجت أمس عن سبعة معتقلين من قيادات وكوادر حماس أو المقربين منها في الضفة الغربية. وقد اعتبرت حماس الخطوة غير كافية في الوقت الذي اعتقلت فيه الأجهزة الأمنية التابعة لها قياديين من حركة فتح في غزة. وقالت حماس إنها رد على ممارسات السلطة في الضفة الغربية.
من جهة أخرى قال القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين كايد الغول إن شرطة الحكومة المقالة أغلقت إذاعة صوت الشعب التابعة للجبهة في قطاع غزة التي كانت أمس انتقدت الاعتقالات التي قامت بها كل من حماس وفتح في القطاع والضفة، مؤكدة أن "سلطتي غزة ورام الله تجاوزتا الخطوط الحمراء في التطاول على الحريات العامة والتعددية السياسية".
وأعلن مصدر طبي أن فلسطينية وابنتها جرحتا وإحداهما إصابتها خطيرة، مساء أمس بحجارة قرب مستوطنة إيتسار القريبة من نابلس في الضفة الغربية.
وقالت إذاعة الاحتلال إن الشرطة فتحت تحقيقا في الحادث. ولم تدل مصادر الجيش أو الشرطة بأي تعليق على هذه المعلومات فورا.